ما هو الفيروس ؟
ما تعريف الفيروس ؟ ما أشكال الفيروس ؟ وما أخطر أنواع الفيروس ؟ وما مضادات الفيروسات. ؟ و ما طرق انتشاره ؟ كل هذا سنتعرف عليه من خلال هذا المقال الخاص بالفيروسات.
تعريف الفيروس :
الفيروس كلمة يونانية ( virus ) وتعني السم ، أي السبب الممرض أو السبب القاتل .
وكان الفيروس تبرقش التبغ ( Tobamovirus group) ،
أول فيروس تم اكتشافه سنة 1898م من طرف العالم الهولندي مارتينوس ويليام بايرينك ( Martinus Willem
Beijerinck) . و الذي يصيب النباتات . و اعتُبر هذا الاكتشاف بمثابة بداية لتأسيس علم الإحياء ، الذي يهتم بدراسة الفيروسات .
وهو كائن مجهري دقيق جداً ، غير حي لأنه لا ينو و يتكاثر خارج الجسم المضيف ، تتكون بنيته من أحماض بروتينية بسيطة و معقدة .
وتبدأ حياته مباشرةً بعد دخوله لجسم المضيف الحي أو خلية حية ، حيث يبدأ في التطور، مستغلا كل مكونات الخلية ، ومستهدفا كل الكائنات الحية بما فيها الإنسان و الحيوانات و النباتات و كل النظم اليكولوجية التي توفر له ظروفا مناسبة للتكاثر .
وهناك الملايين منها لم يتمَّ تصنيفها أو التعرف عليها باستثناء تقريبا 5000 نوع فقط تمَّ توصيفه .
بنية الفيروس
تتكون الفيروسات أساسا من ثلاثة عناصر رئيسية .
- العنصرالأول :
الحمض النووي الريبوزي ويسمى اختصارا RNA ويعتبر أهم جزء في الفيروسات و كذلك جميع الخلايا الحية ، فهو على شكل سلسلة مفردة و قصيرة يتراوح طولها عدة نوكليوتيدات ( نوكليوتيد هي وحد لقياس المجسمات الدقيقة) ، وكل سلسلة مسؤولة عن انتاج فيروس جديد بمجرد دخولها إلى الخلية الحية . إذ يُعتبر العقل المدبر و المسؤول عن نقل و تشفير المورثات الجينية و تنطيم العمل من خلال تحفيز العديد من التفاعلات الكيميائية لسيطرة على الخلية ، و التحكم في تسيير و ادارة الفيروس .
- العنصر الثاني:
فهو الحمض النووي و يسمى اختصاراً DNA ، الذي يتميز بحجمه الكبير داخل الفيروس ، ويتكون أساسا من بوليمرات حيوية ، تُكون ما يسمى باللولب المزذوج ، ويبلغ عددها أحيانا من عدة ملايين إلى مليارات الأزواج .
و كل زوج يحمل جميع المعلومات الوراثية الخاصة بالفيروس فهذا الحمض يُعتبر بمثابة ذاكرة الفيروس أو ما يصطلح عليه في علم الجينات الرمز الجيني ، وأيّ يخلل على مستوى DNA قد يؤدي إلى تكاثر فيروسات مشوهة ولا تشبه الفيروس الجد أو ما يطلق عليه بالطفرة ، مما قد يزيد من التنوع الجيني للفيروس .
اضافة إلى مكونات أخرى مكملة مثل الليبيدا و السكريات المتعددة و البروتينات التي تكون أهم العناصر الرئيسية لحياة الفيروس.
- العنصرالثالث :
وهوالجدارالخارجي للفيروس أو القفيصة ، وهي القشرة الخارجية و تتكون من وحدات بروتينية متماثلة و تسمى القسيمات القفيصية ، مركبة أساسا من مونومرات و بروتينات سكرية والمكلفة بحماية الفيروس من أي تهديد خارجي . كما أنها مجهزة بعدة مستقبلات . تُعرف بمستقبلات الربط الغشائية ووظيفتها التعرف على الخلية المضيفة و الارتباط بغشائها الخارجي.
أشكال الفيروسات
تتنوع أشكال و أحجام الفيروسات من البسيطة إلى معقدة في بنيتها ، كاللولبية و عشرينية الوجوه. ويتباين حجمها من نوع للآخر و معظمها أصغر من البكتيريا حوالي مائة مرة أي يتراوح قطرها بين 10 و 300 نانومتر، بينما الفيروسات الخيطية يصل قطرها إلى 80 نانومتر وطولها 1400 نانومتر.
اضافة إلى اختلاف مستقبلاتها من ناحية الطول و الشكل .وهي دقيقة جدا و لا يمكن رؤيتها بالمجهر الضوئي لهذا يعتمد أغلب المعاهد و المختبرات العالمية على المجهرالميكروسكوب الإلكتروني.
ملاحظة :
في غالب الأحيان تكون التلاوين في صورالمجهر الإلكتروني غير حقيقية بل يضيفها المُخبر لإظهار المركبات الداخلية للفيروس أو للخلية بصورة جيدة.
انتشار الفيروس
تختلف طرق انتشار الفيروس حسب نوع الفيروس ، والمضيف المستهدف ، و الوسط الذي يحتضنه .
فالفيروسات الحيوانية تنقل في الغالب عن طريق الحشرات الماصة للدم ( البعوض مثلا) ، وبعض الفيروسات النباتية تنتقل عبر الحشرات التي تتغذى على السنغ أو الرحيق ، و التي تسمى بالنواقل .
في حين تنتقل فيروسات الأنفلونزا وهي أخطر الفيروسات فتكاً ،عن طريق الهواء ، السعال و العطس و عن طريق المس كما أثبت الدراسات الأخيرة .
وهناك الفيروسات التي تنتقل عبر الفم أو الشرج أو الجهاز التناسلي، مثل فيروس الإيدز وفيروس العجيلة المسببة لالتهاب الأمعاء و المعدة.
تكاثر الفيروس
تعتمد الفيروسات في تكاثرعلى الخلية الحية ، فلا يمكنها العيش طويلا خارج الجسم المضيف ، و لا تستطيع التكاثر بدون خلية أو الجسم المضيف الحي، لهذا يعتبره الكثير من العلماء كائن غير حي .إذن ما هي استراتيجية تكاثرالفيروس ؟
1. البحث عن المضيف أو الضحية :
القلة القليلة من ملايير الفيروسات من تجد لنفسها مضيفا، وأغلبها يموت وهو يبحث. والعامل المهم في هذه مهمة هو الناقل . لهذا فإن خط الدفاع الاول عند الإنسان هو الوقاية و الإبتعاد عن المريض و تجنب انتقال الفيروس لتفادي العدوى.
وتبقى الفيروسات التي تعتمد على الهواء الأكثر انتشاراً والأوفر حظاً للوصل إلى جسم المضيف من غيرها .
وتبقى الفيروسات التي تعتمد على الهواء الأكثر انتشاراً والأوفر حظاً للوصل إلى جسم المضيف من غيرها .
2. اختراق الخلية الحية:
عند دخول الفيروس إلى جسم الإنسان، يتحسس خلايا الجسم بواسطة مستقبلاته ،عندما تكون مستقبلات الفيروس مختلفة عن مستقبلات الخلية لا يحدث التصاق بينهما ، مما يمنع انذماجه معها و بالتالي يحول دون اختراقها .
وهذا ما نلاحظه جلياً على جلدنا خاصةً، فخلايا الجلد لا تتوفر على مستقبلات مما يجعل الجلد جداراً منيعاً أمام اختراق الفيروسات .
ويواصل الفيروس بحثه داخل جسم الإنسان إلا أن يجد خلية تتوافق مستقبلاته مع مستقبلاتها، فيتم اربط ( كما هو موضح في الرسم أسفله) من ثم انذماجه مع جدارها و اختراقه، عن طريق تفكك القشرة البروتينية للخلية .
وهذا ما يفسر استهداف الفيروسات لأجهزة دون غيرها في الجسم .
مثلا : فالفيروس الذي يستهدف الجهاز التنفسي لا يستهدف الجهاز الهضي .
وهذا ما نلاحظه جلياً على جلدنا خاصةً، فخلايا الجلد لا تتوفر على مستقبلات مما يجعل الجلد جداراً منيعاً أمام اختراق الفيروسات .
ويواصل الفيروس بحثه داخل جسم الإنسان إلا أن يجد خلية تتوافق مستقبلاته مع مستقبلاتها، فيتم اربط ( كما هو موضح في الرسم أسفله) من ثم انذماجه مع جدارها و اختراقه، عن طريق تفكك القشرة البروتينية للخلية .
وهذا ما يفسر استهداف الفيروسات لأجهزة دون غيرها في الجسم .
مثلا : فالفيروس الذي يستهدف الجهاز التنفسي لا يستهدف الجهاز الهضي .
3. التكاثر:
يذوب الغشاء البروتيني للفيروس مباشرة بعد دخوله للخلية متأثراً بالسائل البلازمي للخلية ، مما يؤدي إلى خروج ملايين من السلسلات البروتينية للحمض النووي الريبوزي ( RNA ) ، التي تعمل على تفكيك نواة الخلية و السيطرة عليها و تبدأ هذه الأخيرة و بمساعدة الحمض (DNA ) الذي يعتبر ذاكرة و خزان المعلومات الوراثية للفيروس ، بالستنساخ الاحماض الضرورية لبناء فيروسات جديدة مستغلا كل مكونات الخلية .بعد موت الخلية المضيفة يصبح جدارها ضعيفاً جداً ، مما يؤدي الى خروج ملايير الفيروسات الجديدة و النشيطة .و تتكرر النفس العملية مع خلية مضيفة آخرى .
4. الإنتشار وبداية الهجوم على الجهاز المناعي للمضيف.
بعد السيطرة على أول خلية ، يصبح عدد الفيروسات كبير جداً ، مما يثير الجهاز المناعي لدى الانسان ، فيبدأ جسم الانسان بالتعرف على الخصائص البنيوية للفيورس و انتاج مضادات أجسام لسيطرة عليه . أما إذا لم يستطع الجهاز المناعي من التعرف على الفيروس فلن يستطيع انتاج مضادات الفيروس الخاص به . و بالتالي لن يوقف زحف الفيروسات ، وهنا تبدأ أعراض المرض بالظهور و منها ارتفاع درجة الحرارة الجسم ، الوهن و الضعف ، ...مضادات الفيروسات
- تعريف مضادات الفيروسات :
هي نوع من الأدوية الكيميائية المركبة ،المستعملة لعلاج العدوى الفيروسية فقط . مثلها مثل المضادات الحيوية التي تستهدف البكتيريا و الطفيليات ، إلا أنها لا تدمر الفيروس أو مسبب المرض ولا تقضي عليه .
عمل مضادات الفيروسات :
ينقسم عمل مضادات الفيروسات إلى وظيفتين:
- الوظيفة الأولى :
تقوم مضادات الفيروسات بتغير التركيز داخل الخلية المضيفة ( الضحية) ، و بالتالي عندما يدخل الفيروس إلى الخلية ، يجد التركيز الخلية المضيفة أكبر من تركيزه و بالتالي يبقى الغشاء المخاطي للفيروس صلباً ، مما لا يسمح بالأحماض RNA و DNA و العناصر الأخرى بالتحرر داخل الخلية ، ويظل محصوراً و مسجوناً داخل غشائه الخلوي ( القفيصة) رغم تواجده داخل الخلية ولا يستطيع التحرر وسطها.
- الوظيفة الثانية :
تقوم مضادات الفيروسات بإلتصاق بالمستقبلات الفيروس ، الذي يؤدي إلى تغير في شكل المستقبلات الفيروسية و أحيانا تشوهها. مما يمنعه من الارتباط بمستقبلات الخلية المضيفة . ويظل الفيروس بدون ارتباط بالمضيف مما يؤدي إلى توقف تكاثره والحد من العدوى الفيروسية .
يمكنم تحميل هذا الموضوع بصيغة WORD و PDF
PDF WORD
تعليقات: 0
إرسال تعليق