الصفحات

مرض السكري

     مرض السكري 

تعريف السكري أو مرض السكري أو داء السكري.(diabetes mellitus) .



يعتبر مرض السكري من أمراض العصر و الأكثر انتشارا حول العالم ، مستهدفا كل الفئات العمرية بما فيها الأطفال و الحوامل . ويُعرِف خبراء علم داء السكَّري ، بعدم قدرة الجسم على التحكم في كمية السكر و الحفاظ على معادلتها و استقرارها في الدم .ويعود هذا الخلل إلى عدة أسباب ، منها ما هو متعلق بالبنكرياس الذي ينتج الأنسولين، و ما هو متعلق بالأعضاء التي لا  تستجيب للأنسولين ، و التي تخزن السكر.

أعراض مرض السكري


  من أهم أعراض مرض السكري عند كل الفئات، التردد على المرحاض وكثرة التبول و تعسلنه وأحيانا  بكميات قليلة و متقطعة ، وأحيانا الاحساس بالتبول فقط . الشعور بالعطش و جفاف الحلق، كذلك من أهم الأعراض ، الإحساس بالجوع و الرغبة في الأكل مما يزيد من الشهية الأكل باستمرار لمرضى السكري ، ضعف التركيز وضبابية الرؤية ، تأخر التأم الجروح البسيطة و تقيح القدم . ويلاحظ نقصان الوزن والهزال في المراحل الأولى من الأصابة  ،  رغم تناولهم الطعام بشكل طبيعي أو فوق العادة عكس مرضى السكري الذي هم  في مراحل المتقدمة ويعانون من السمنة  ، الناتجة عن الرغبة الشديدة في الأكل. وقد لا تظهر بعض الأعراض في بداية المرض ولا يحس بها مرضى السكري . و هذه أهم الأعراض المشتركة بين جميع أنواع السكري. و تظهر و تختفي  أعراض أخرى حسب الحالة اللحظية  لمريض السكري  ومنها :

1. أعراض انخفاض السكر في الدم .


اضافة إلى الأعراض المشتركة بين كافة مرضى السكري ،  ومنها شعور المريض بالتعب والإعياء ، مما يؤدي أحيانا  إلى الغيبوبة ،تسارع دقات القلب ، شحوب الجلد ، صداع الرأس ، الرجفة ، تنميل الأصابع و القدمين. 

2. أعراض ارتفاع السكر في الدم .


زيادة على الأعراض المتعارف عليها عند مرضى السكري و التي سبق ذكرها ، هناك أعراض أخرى خاصة بارتفاع السكر في الدم ، ومنها : 
الاستثارة و العدوانية  ، التوتر الشديد مع التعرق  ، ضيق التنفس ، الاحساس   بالمغص ( ألم في المعدة ) و الغثيان و التقيؤ، عمق و سرعة التنفس مع تغير رائحة  النّفس فتصبح شبيهة برائحة الفاكهة.

تشخيص مرض السكري .


 من المهم جدا اعتماد أجهزة طبية موصى بها  و وسائل طبية متطورة و ذات جودة عالية  لتشخيص الدقيق والتي تمكننا من نتائج مضمونة و موثق بها .و الابتعاد قد المستطاع عن الأجهزة ذات الجودة الرديئة ، والتي تعطي قيم تقريبية و أخطاء .و قصد مراكز الفحص ذات السمعة الحسنة. هذا بخصوص الوسائل المعتمدة في التشخيص .أما  بخصوص أنواع التشخيص والفحوصات، فنذكر منها :  

1. التشخيص بناء على الأعراض السريرية .

يعتمد هذا النوع من التشخيص لمرضى السكري على الأعراض التي تظهر على المريض ،و منها ما سبق ذكره من الأعراض (الهزال ،العطش،كثرة التبول ، ... ). وهل سبق أن أصيب  فرد من العائلة   ( الخريطة الوراثة ) إلى غير ذلك .ونتائجه في الغالب  تكون غير مضمونة ، لهذا يطلب الطبيب المختص إجراء التحاليل السريرية و التي تهمُّ سوائل الجسم مثل الدم و البول .

2. فحص السكر العشوائي أو اللحظي .

خلال هذا الفحص ،تقاس نسبة الجلوكوز (السكر) في عينة من دم مرضى السكري ، و تأخذ عشوائيا ، في أية لحظة بغض النظر عن وقت أخر وجبة .و تثبت الإصابة  بالسكري، اذا بلغ مستوى السكر 200 مليغرام في كل ديسيلتر (200mg/dl) ، أي ما يعادل 11.1 مليمول لكل لتر (11.1millimolar/L)  أو أكثر ، وأصبح هذا الفحص الاكثر استعمالا في المنازل نظرا لسرعة الفحص و انخفاض أثمنة الأجهزة الطبية ، التي غزت الأسواق.  

3. التشخيص الصيامي  أو فحص السكر الصيامي.

يعتبر تحليل السكر الصيامي الأكثر اعتمادا من طرف الأطباء  وانتشار، يتم من خلاله أخذ عينة من دم المريض مُنقطِع عن الطعام  لمدة  ثماني ساعات أو أكثر، ويفضل في الصباح قبل الافطار و بعد ليلة بدون طعام  ، وقياس نسبة الجلوكوز في  دمه، ويجب ألا تتجاوز 120 مليجرام/ ديسيلتر(120mg/dl)Hd ) أي ما يعادل 7 مليمول/لتر (7millimolar/L) ،وإذا كان العكس تبثت اصابته.

4. تحليل تحمل الجلوكوز .


لُقِّب هذا التشخيص بالتحمل، لأنه يختبر قدرة الجسم على تحمل  كمية  من السكر في خلال مدة لا تتجاوز الساعتين ومدى تحكمه فيها ، وإعادة مستوى السكر إلى نطاقه  الطبيعي .
يقدم في هذا التحليل للمريض وجبة ، تكون على شكل سائل ( عصيرا، مشروب، ...) تحتوي على 75غرام (75g) 
 من جلوكوز ، وتُأخذ عينة من دمه بعد مرور ساعتين من الوجبة ، فإذا بلغ مستوى السكر 200 مليغرام في كل ديسيلتر (200mg/dl) ، أي ما يعادل 11.1 مليمول لكل لتر (11.1millimolar/L)  أو أكثر ، فإنه دليل على الاصابته بالسكري . 

5. تحليل السكر التراكمي أو ما يسمى الخزان أو خزان السكر.


و المعرف كذلك عند أصحاب المختبرات بالهيموجلوبين (HbA1c)، هذا النوع من الكشف ، يقوم به المرضى السكري الذين يخضعون للعلاج . ويطلبه الطبيب من مريضه لمعرفة مدى فعالية الأدوية المتبعة و يعتبر مؤشرا على تحسن أو استقرار حالة المريض أو العكس .مما يعطي رؤية  و اضحة للطبيب لتغير الأدوية من أجل السيطرة على مستويات السكر.
عندما نسمع كلمة الخزان ، فالكثير منا يتصوره على شكل الخزان في أبعاده الحقيقية . وهو عكس ذلك ، فالمقصود هو كمية السكر المخزنة في جسم المريض، ولا يستفيد منها ، والتراكمي تعني السكر المتراكم و المترسب، أما  كلمة الهيموجلوبين تعني خلايا الدم الحمراء .
إذن هذا النوع من التحليل، يقيس كمية السكر (جلوكوز ) المخزنة والمتراكمة و الملتصقة على صفائح الدم . ولهذا ينصح بإجرائه من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر، لأن حياة  صفائح الدم تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، أي إذا كان الكشف السابق استهدف فحص صفائح دم معينة ،فإن الكشف الموالي يستهدف صفائح دم جديدة و بالتالي قياس الترسبات الجديدة .
و تكون النتائج هذا التحليل طبيعية دون 7% ، و هناك من الأطباء من يعتبر 6.5% هي النسبة الحقيقية التي تدل على التحكم الجيد في مستويات السكر و تفادي  المضاعفات. ونظرا لعوامل  أخرى مثل الوزن و العمر ، أما إذا تعدت النسبة 7%،  ازداد حدوث مضاعفات كإصابة شبكية العين و الكُلى  .
كانت هذه أهم الفحوصات المعتمدة وهناك الكشوفات أخرى مثل فحص البول.

آلية تحكم الجسم في مستوى السكر.


بعد تناول وجبة ، يقوم الجسم بهضم الطعام ميكانيكيا على مستوى الفم ( الأسنان ) ، و كيميائيا على مستوى المعدة ، تقوم عصارة المعدة بتفكيك الكربوهيدرات( النشويات) و تدعى هذا العملية باستقلاب أو الأيض ، مما ينتج عنها  تحرير جزيئات السكريات الأولية و بالتحديد الجلوكوز( يدعى أيضا سكر العنب )، بعدها تتم عملية الامتصاص المعوي ، حيث يجتاز سكر الجلوكوز جدار الأمعاء الدقيقة إلى الدم .
إلى الأن تمكنا من فهم، كيف ينتقل السكر من  طبق الطعام إلى الدم على شكل سكر أولي وهو  الجلوكوز. إذن كيف يتم التحكم في الجلوكوز ؟
لتعمق أكثر يجب أن نتعرف على البنكرياس (PANCREAS) : وهو غدة  تتموضع  خلف المعدة مباشرةً  قريبةً جداً من الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة . تضم مجموعة متنوعة من الخلايا. أهمها خلايا بيتا  ( BETA) وهي المسؤولة عن انتاج  هرمون الأنسولين ، و خلايا ألفا ( ALFA) وهي تُنتج هرمون الجلوكاجون .
يعتبر الأنسولين و الجلوكاجون هما آلية التحكم في مستوى السكر في الجسم عامةً. إذن ماهوعمل كل واحد منهم .

  • هرمون الأنسولين : بعد الوجبة يرتفع مستوى السكر في الدم ، فيستجيب البنكرياس محفزا خلايا بيتا (BETA) على افراز  هرمون الأنسولين في الدم ، الذي يعمل وهو الأخرعلى تحفيز خلايا الجسم كلها لامتصاص السكر (الجلوكوز) من الدم. و منها  العضلات التي تقوم بحرق السكريات أثناء الحركة و الكبد الذي يعمل على تخزينه على شكل مركب يسمى الجليكوجين مما يؤدي إلى خفض تركيز السكر في الدم .إذن  بفضل الأنسولين نستطيع تخفيض مستوى السكر في الدم  .

  • هرمون الجلوكاجون : وعمله تقريبا معاكس لعمل الأنسولين ،عند انخفاض نسبة الجلوكوز في الدم ، يحفز البنكرياس خلايا ألفا ( ALFA) على افراز الجلوكاجون في الدم .مما ينشط الكبد على تحويل السكر المخزن على شكل  جليكوجين إلى الجلوكوز و طرحه في مجرى الدم .و بالتالي يرتفع مستوى السكر في الدم. إذن بفضل الجلوكاجون نستطيع رفع مستوى السكر في الدم.
مرض السكري

أنواع مرض السكري.

  هناك نوعان رئيسيان من أنواع مرض السكري المزمن، و نوع ثالث مرحلي( مؤقت ) يهم النساء الحوامل ، و ينتهي بنهاية الحمل .

1. أنوع الأول أو النمط الأول .


ويطلق عليه كذلك سكري الأطفال ،أو السكري المرتبط بالأنسولين . وهو ناتج عن خلل  في الجهاز المناعي للمريض ،( ذاتي المناعة ) إذ يَعتبر الجهاز المناعي  الخلايا  بيتا (beta) و المُنتجة لهرمون الأنسولين ، عنصرا غريبا على الجسم  فيقوم  بمهاجمتها و القضاء عليها و تجميد عملها. وهذه السرعة في الهجوم تجعل الأعراض و المضاعفات  تظهر مبكراً و يتطور السكري بسرعة . مما يؤدي إلى انخفاض كمية الأنسولين في مجرى دم . وارتفاع  مستوى السكر في الدم مخلفاً عدة مضاعفات، تستوجب على المريض مد الجسم بالأنسولين دائما عن طريق الحُقن ، ومراقبة مستوى السكر باستمرار ليستقر في نطاقه الطبيعي ( 80-120 مليغرام /ديسيلتر أي 4-6 مليمول/ لتر) ، وهذا النوع  قليل الانتشار وقد يستهدف كل الفئات العمرية و خاصةً عند الأطفال حديثي الولادة ، و إلى حدود كتابة هذه الأسطر، لا يعرف العلماء بالتدقيق السبب وراء مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا بيتا (BETA) ، لكنهم يعتقدون أن للبيئة و للوراثة، و حتى بعض الفيروسات علاقة بهذا الخلل المناعي .


2. أنوع الثاني أو النمط الثاني.


ويطلق عليه سكر البدانة ، أو سكر البالغين ، وهو الأكثر انتشارا بين شعوب العالم ، تعود أسباب هذا السكري  إلى عدم استجابة خلايا الجسم لهرمون الأنسولين ، التي اكتسبت مع الزمن، مقاومةً ضد تأثير الأنسولين بسبب تآكل النسيج اللحمي و المستقبلات الخلوية ، و تراكم الدهون  ، وبالتالي لا تقوم خلايا الجسم بامتصاص الجلوكوز من مجرى الدم ، و يستمر السكر في الارتفاع ،  مما يدفع البنكرياس إلى افراز كميات أكثرمن الأنسولين  في الدم . لكن الاستجابة تكون ضعيفة من طرف خلايا الجسم . وتبدأ أعراض المرض بشكل تدريجي عكس أنوع الأول . وقد يستمر الأمر مدة  دون  أن  يلاحظ  أعراض السكري . لكن قد تسوء الأمور دون علمه ، كالقُصور الكَلوي الناتج عن اعتلال الكُلى السكري ، الالتهاب الكبدي ، ومضاعفات أخرى ، لا يلقي لها بال .
هناك العديد من النظريات ، التي تحاول تفسير مقاومة الخلايا للأنسولين ، أهمها النشاط الهرموني للدهون المتراكمة تحت الجلد و التي تُفرزُ العديد من الدهون  تُأثر سلباً على المستقبلات المثبتة على الغلاف الخلوي  للخلية ، مما يجعل هذه المستقبلات لا تتفاعل جيدا  مع الأنسولين و بالتالي لا تستجيب جيدا لامتصاص الجلوكوز من مجرى الدم ، مما يزكي هذه النظرية ، أن 55 % من المصابين بهذا النوع  يعانون من السمنة . ومن الأسباب كذلك ،ارتفاع ضغط الدم ، فرط الكوليسترول ، قلة الحركة و التوتر،... 
 الشيء الذي يدفع مرض هذا النوع إلى تناول بعض الأدوية ، التي تزيد من فعالية الأنسولين ، وتكبح عمل الكبد في تزويد الجسم بالجلوكوز، وتدفع البنكرياس إلى انتاج المزيد من  الأنسولين الذي ينخفض انتاجه مع السنوات.

3. سكري الحمل .
مرض السكري
وهو نوع  من السكري  يصيب  النساء في الثلث الأخير من الحمل فقط ، و يعاني منه ما بين 2-5% من الحوامل عبر العالم. لكن إذا اُكتشف السكري في بداية الحمل ، فغالبا يدل على اصابة الأم بالسكري سابقا أي  قبل الحمل و ليس بالسكري الحمل ،لأن سكري الحمل يظهر في الثلث الأخير من الحمل .


1.  أعراض سكري الحمل :
مشابهة للأعراض التي سبق ذكرها (عطش، التعب، ارهاق، كثرة التبول، ضبابية الرؤية ، ....) .
2. أسباب سكري الحمل :
 أما  الأسباب ، فهي شبيهة بأسباب النوع الثاني ، بحكم أن الحامل ، تعرف في هذه المرحلة ارتفاع كبير في عدد و أنواع الهرمونات ، التي أغلبها تفرزها المشيمة ، تُعيق و تُضعف استجابة خلايا الجسم  لتأثير الأنسولين. مما يجعل مستويات السكر مرتفعة .و خاصة عند الدخول في الأسبوع الرابع و العشرين ( أي بداية  الشهر السادس).ويتوجب على الحامل مراقبة مستويات السكر باستمرار.
3. المستوى الطبيعي لسكري الحمل .
تختلف مستويات السكر عند الحامل عن غيرها .
فنتائج تحليل تحمل الجلوكوز (75g)، التي يفضل القيام بها بين الأسابيع 24-28 من الحمل  يجب أن تشير إلى :

  • على الريق (الصيامي) أقل 92mg/dl.
  • بعد الأكل بساعة أقل أو يساوي 180mg/dl.
  • بعد الأكل بساعتين أقل أو يساوي 153mg/dl.
أي قيمة أو قراءة أكثر تدل على الإصابة بسكري الحمل.

مرض السكري

من مخاطره على الأم ،وحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية ،فإن  ما بين 20-50% من الأمهات ، يُصبن بالسكري النوع الثاني لاحقا من حياتهم ، لكن ممكن  أن تتحسن حالتهن في ظل المتابعة  و العناية.

4. مضاعفات سكري الحمل:
من مضاعفات سكري الحمل نذكر :
  • زيادة وزن الجنين عن الوزن الطبيعي،  مما قد يزيد من وزن الأم  و عُسر الولادة .
  • إمكانية حدوث تشوهات في القلب أو الجهاز العصبي المركزي.
  • الولادة المبكرة أو الولادة قبل أوانها ، وهي الولادة قبل الأسبوع  السابع و الثلاثين من الحمل . ولها مخاطر على الأم و الوليد.
  • الزيادة في السائل السلوي أو ما يسمى الاستسقاء. 
  • ارتفاع ضغط الدم الذي يشكل خطراً كبيراً على صحة الأم ، وتتعذر معه الولادة الطبيعية، مما يدفع الطبيب المختص إلى العملية القيصرية.
كانت هذه أهم المضاعفات و الأكثر انتشار ،وأخرى نادرة مثل موت الجنين قبل الولادة، تأخر نموه داخل الرحم ، سقوط الجنين (أي الإجهاض اللاإرادي ) ما بين  الأسابيع 23 و 25 من الحمل.

مضاعفات مرض السكري 


إذا لم يخضع السكري للتتبع و المراقبة باستمرار، يتطور مسببا مضاعفات خطيرة جداً .ومنها المضاعفات المزمنة و مضاعفات حادة . يعمل السكر على اتلاف الأوعية الدموية  نتيجة الارتفاع المزمن للجلوكوز، لأن الخلايا التي تُكوِّن الجدار الداخلي لشعيرات الدموية لا تحتاج إلى الأنسولين كمحفز لامتصاص الجلوكوز و بالتالي  تستمر في الامتصاص، ما دام الجلوكوز متوفر بكثرة في مجرى الدم. مما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز داخل الخلية مندمجا مع البروتين و يكون ما يسمى بروتين السكر أو الجلوكوبروتينات، تأخذ حيزا كبيرا مما ينتج عنه ازدياد سماكة الشعيرات الدموية . هذا الضرر الكبير لشعيرات الدموية يأثر على عدة أعضاء حساسة من الجسم  و منها .

  • اعتلال شبكية العين :  نتيجة ارتشاح لشعيرات الدموية على شكل بقع دم على الشبكية ، مسببا ضعفا في الرؤية و من ثم العمى .
  • اعتلال الأعصاب حيث يشعر المريض بتنمل القدمين و اليدين ،  نتيجة اعتلال الجهاز العصبي و من مظاهره الرعشة أو ارتجاف اليدين اللاإرادي، وضمور العضلات.
  •  اعتلال الكُلى و الذي يصاحبه الفشل الكلوي المزمن و يتطلب غسيل كلوي و يعتبر السكري السبب الرئيسي في الفشل الكلوي على مستوى العالم.
  • الذبحة الصدرية نتيجة مرض الشريان التاجي.
  • نخر العظام و هشاشتها.
  • تأخر التأم الجروح و تقيحها مما يضطر أحيانا إلى بتر الأطراف.
  • الغرغرينة  وهي حالة تموت فيها الأنسجة نتيجة عدم تزويدها بالدم الكافي و المغدي . و تشمل تلون و تورم وألام حادة و برودة الجلد و وقوعه ،  اضافة إلى الحمى و التعفنات.
  • غيبوبة الضغط الأسموزي : عندما يتعدى تركيز  الجلوكوز 300 مليغرام/ديسيلتر (mg/dl) أو 16 مليمول/لتر، في الدم يصبح التركيز خارج الخلية أكبر من التركيز داخلها ، مما يؤدي إلى سحب الماء إلى الخارج  و اخراجه عن طريق البول  لتصريف الجلوكوز المرتفع في الكُلى. وإذا لم يتم تعويض المياه المفقودة عن طريق الفم أو الوريد، سيعاني الجسم من الجفاف ، ثم الغيبوبة من تم الموت إذا لم يتم التدخل الطبي السريع .
والعديد العديد من المضاعفات لا يتسع المقام للخوض فيها . كانت هذه أهمها و أكثرِها انتشاراً.

 الوقاية من مرض السكري. 


ليست هناك أية طريقة  للوقاية من النوع الأول (أو النمط الأول) .

لأن العلماء  مازالوا  لم يتوصلوا إلى الأسباب الحقيقية وراء مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا بيتا. بينما هناك العديد من الطرق يمكن اتباعها للوقاية من النوع الثاني ، الذي يعرف انتشارا كبيرا في العالم نذكر منها:
  • ممارسة الرياضة : إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يساعد تنظيم و استقرار الهرمونات بشكل عام و الأنسولين بشكل خاص ، كما تحسن من أداء المستقبلات الخلوية للخلايا و سرعة استجابتها للأنسولين، من خلال اذابة الدهون و التقليل من الهرمونات التي تفرزها.
  • اتباع حمية غذائية صحية و الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات و السكريات، وشرب الماء قبل الوجبة .
  • الابتعاد عن التوتر و الاستثارة و العصبية الزائدة.
  • الإقلاع عن التدخين: أظهرت عدة دراسات أن المدخنين أكثر عرضة من غيرهم للسكري.
  • التحكم في مستوى الكوليسترول و الضغط الدم حيث أظهرت الدراسات ، أن النساء ذوات الضغط المرتفع معرضين لمرض السكري ثلاثة أضعاف من غيرهن .
  • التقليل من استهلاك المصبرات و الأطعمة المصنعة الغنية بالمواد الحافظة، و الوجبات الجاهزة المشبعة بالدهون و السعرات الحرارية .
  • اتباع نظام غذائي غني بالألياف.

العلاج من مرض السكري

يستهدف العلاج في العموم  كبح الأسباب ، التي تؤدي إلى المرض.

 1. علاج مرض السكري النوع الأول.

      لا يوجد علاج عملي و مضمون النتائج  لهذا النوع. هذه الحقيقة المرة دفعت العديد من العلماء إلى التفكير في زرع البنكرياس و الكُلى في نفس الوقت ، وقد أعطت هذا التجربة نتائج مبهرة و شفي العديد نهائيا، ولم  يعودوا يتعاطون الأنسولين ، إلا أنها تحتاج إلى متبرعان  و التوافق لإنجاح التطعيم ، اضافة  إلى تقديم الأدوية  لحماية  التطعيم  و ردع الجهاز المناعي للمضيف . زد على ذلك، المخاطرالجراحية و التكلفة الباهظة.
وقد طور الباحثون أجهزة ، تُزرع  في الجسم  حاملةً خزانات الأنسولين، و حساسة جداً لتركيز الجلوكوز، إذ تفرز الأنسولين  تلقائيا  بواسط  صمامات الأنسولين، وتتوقف عند انخفاضه في مجرى الدم .
        و تبقى حقن الأنسولين السبيل الأول و الأخير لمرضى هذا النوع  ، لأنها تعوض النقص الحاد و الحاصل في الأنسولين . و تندرج تحته عدة أنواع تجتمع في وظيفتها و تختلف في التركيز و مدة التأثير، ومنها الأنسولين سريع المفعول، و قصير المفعول والمتوسط و الطويل المفعول . ويتم استخدام كل نوع حسب حالة المريض و ظروفه الصحية.

 2. علاج السكري النوع الثاني .

بالنسبة لعلاج هذا النوع هناك علاجات بالأعشاب (التداوي بالأعشاب) والأدوية الصناعية (صيدلانية).
** العلاج الطبيعي أو التداوي بالأعشاب **

منذ القدم اعتمدت الإنسان على الطبيعة في إيجاد دوائه ، قبل التفكير في صنعه. مما أدى إلى ظهور طب الأعشاب أو التداوي بالأعشاب ، ويندرج  تحت  علم النبات ، وكانت له نتائج مبهرة ، و التي تعتمد على مصادر الطبيعية ، وتضاف إليها بعض التعديلات المنزلية و تقدم لمريض السكري على فترات  .للإشارة فإن كل الأعشاب التي تحتوي على مادة سيتوستيرول فهي مهمة جدا لمرضى السكري  والقلب و الشرايين .

أهم العلاجات الطبيعية التي تستعمل لعلاج مرض السكري نذكر منها .

  • الثوم
  • البقوليات.
  • المكسرات النيئة ،الغير المُشبعة بالدهون و مضادات الأكسدة .
  • لُبان الذكر: يساعد على تنظيم معدل السكر، عن طريق تنشيط عمل البنكرياس و لا ينصح بمضغ لبان الذكر في حالة انخفاض السكر مما قد يشكل خطر على المريض.
  • زيت الزيتون  و غلي أوراقه .
  • الشاي الأخضر.
  • البصل النيئ .
  • القسط الهندي أو القسط البحري بكل الوانه.
  • نبات الترمس.
وهناك العديد من الأعشاب و تبقى كلها متقاربة في عملها تقريبا، من تنشيط  لخلايا  بيتا و ألفا ، تساعد في تخسيس الوزن واذابة الدهون ، غنية  بالفيتامينات ، و مضادات الأكسدة ، تُحسن من المستقبلات الخلوية ، تساعد في تجديد الخلايا الجسم ، التخلص من السموم ، التخفيف من تخثر الدم .
و من أهم الإيجابيات أنها تدخل في النظام الغذائي ، وليست لها أي آثار جانبية . لكنها تحتاج لعنصر الاستمرارية ، مادام السكري مزمنا  فلا بد من الإستمرارية  في  نظام غذائي صحي .

** العلاج الصيدلاني أو المخبري **
يوجد مئات الألف من الأدوية المخصصة لمرضى السكري ، إلا أن أغلبها له نفس المكونات ، ولكي يفهم الزائر أكثر أينما وُجِد ، سنتطرق إلى المواد الأساسية في تصنيعها ، ولن نهتم بأسماء الأدوية أو الشركات المصنعة.
  • الأنسولين : لدوره المهم في التحكم في مستويات السكر .
  • ميتفورمين : تم اكتشافه سنة 1920 ومازال مكون رئيسي في أغلب الأدوية إلى يومنا هذا، و أهمها جلوكوفارج .
  • السلفونيل يوريا : مركبات قوية جدا من الميتفورمين ، تدخل في تركيب الأدوية المخصصة لمرضى السكري الذين يتجاوز سنهم 40 سنة.
  • الميغليتيدات : تساعد على افراز الأنسولين ، عن طريق اغلاق قنوات البوتاسيوم في الخلايا بيتا ، و فتح  قنوات الكالسيوم ، مما يعزز تدفق الأنسولين.
  • البيغوانيدات : تستهدف الكبد بالأخص، فتقلل انتاج الجلوكوز و تحفز خلايا الجسم على الامتصاص السكر من مجرى الدم.
كانت هذه أهم مكوِّنات أدوية داء السكري ، الآن يمكنك  أخي القارئ معرفة أغلب أدوية السكري انطلاقا من قراءتك لمكوناتها .
لا تنسونا من صالح دعائكم 







khalid
كاتب المقالة
كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع عالم المعرفة .

جديد قسم : أمراض العصر

إرسال تعليق